ندوة «مجلس التعاون في عالم متغير»

2013-11-27
تاريخ البدء: 2013-11-27 - ساعة البدء: 07:00 تاريخ الانتهاء: 2013-11-27 - ساعة الانتهاء: 09:00

نظم منتدى العلاقات العربية والدولية بتاريخ 27 \11\2013 ندوة بعنوان “دول مجلس التعاون الخليجي في عالم متغير” شارك فيها كوكبة من الباحثين والمفكرين الخليجيين وجاءت الندوة في أعقاب الإتفاق الغربي الإيراني، لتسلط الضوء على تداعيات هذا الإتفاق على دول مجلس التعاون.

الندوة التي جاءت في جلستين تناولت بالنقاش قضايا متعددة منها التقارب الإيراني الأمريكي وأمن الخليج وتأثير الربيع العربي على الكتلة الخليجية والثورة السورية وتداعياتها على دول مجلس التعاون وتعامل الأنظمة الخليجية مع الإعلام وغيرها.

افتتح الجلسة الأولى الدكتور محمد الأحمري مدير منتدى العلاقات العربية والدولية؛ حيث ركز على عملية التحول الحاصلة في سياسة المنظومة الغربية من العسكرة إلى الدبلوماسية وذلك تحت ضغط المعاناة من تكاليف الحروب وإدارة التراجع الذي تعانيه القوة الأمريكية لصالح الدبلوماسية وتقديم السياسة وإعطائها مجالا متقدام على الحرب.

ويضيف الأحمري أنه بهذا الإتفاق لا نستبعد فرضية محاولة إعادة إدخال إيران في المنظومة الدولية وإدارة منظومة دبلوماسية جديدة،وهذا راجع للتحول الداخلي الكبير الذي تشهده إيران حيث أن الحالة السياسية الدينية أصبحت من الماضي وظهور جيل جديد يتبنى الفكر القومي أكثر من الديني.

ويشير مدير منتدى العلاقات العربية والدولية إلى أن الإتفاق الذي وقع بين إيران والدول الغربية يهدم عددا من العقائد الخليجية منها عقيدة أن الغرب معنا -دول الخليج- وضد إيران وهذا يجعل دول الخليج الآن في حاجة إلى الكف عن إقصاء الشعوب من عملية المشاركة في صنع القرار وتركيزها الدائم على البحث عن حلفاء من الخارج، أما الثانية فهي القضاء على خرافة التسليح المستمر والذي وصلت تكاليفه الباهضة إلى مئات المليارات من الدولارات لم تجلب شيء للخليج، والكف عن حالة “الزبائن” في الخليج والتركيز على عملية البناء الذاتي، فالمستقبل هو أن يكون هناك قوة داخلية فالإعتقاد أن دول الخليج على موقف واحد هذا تصور واهم، لا يتعدى أن يكون مسارا واحداً لأبناء دول مجلس التعاون الخليجي في المطارات.

وأكد الدكتور الأحمري أن صانع القرار في الخليج لابد أن لا يتجاوز حقيقة الجغرافية السياسية والاعتراف بواقعية الجوار وليس لغة المواجهة، بالإضافة إلى أن عقيدة هدم الآخرين لتصعد أنت أثبتت فشلها، فقد هدمت العراق وجلبت إيران للحدود والآن نفس العقيدة تعمل على هدم مصر ومن قبلها السودان كان على دول الخليج أن تتبنى ديمقراطية مصر لا أن تهدمها وتعمل على تيئيس الشعوب من الديمقراطية.

وأضاف الدكتورالأحمري بأن المبادرات دائما تأتي من خارج المنطقة فإيران دعت إلى منظومة جديدة تستوعب بالإضافة إلى دول مجلس التعاون اليمن وإيران والعراق وقد كان لهذه المبادرة قبول ما لدى بعض الجهات، والأمر يستحق التوقف عنده لأن دول الخليج ليست على موقف واحد من إيران فسلطنة عُمان وقطر ليست لهما مع باقي دول الخليج نفس المواقف من إيران فالأمر يستحق التوقف عنده، فالإتحاد الأوروبي هو عبارة عن إثنيات وديانات مختلفة.

ويطرح الأحمري قضية التطمينات التي تقدمها إسرائيل لدول الخليج بأن الإتفاق لن يمر في الكونغرس وأن لا تعطي أهمية كبيرة لهذا الإتفاق، ولذلك أظهرت الإتفاقية حلف عربي-إسرائيلي ضد إيران وبحسب رأي الأحمري فإن هذا التحالف موجود ضمنيا وإن لم يكن معلن عنه. وهو يؤشر على مرحلة خطيرة جدا تمر بها المنطقة ملامحها تقول أن إسرائل ستكون العقل في المنطقة بل العقل والسياسة والصناعة في المنطقة.من أجل مواجهة إيران في المنطقة.

ويضيف مدير منتدى العلاقات العربية والدولية بالقول أن الحكومات العربية أقيمت على أحلاف غير منطقية أحلاف تثق في الخارج أكثر من الداخل، في الوقت الذي كان يفترض أن يكون الوضع الداخلي أقوى ويكون الشعب هو الحلف الحقيقي لحكوماتها لأن الشعب القوي معناه حكومة قوية والشعب الضعيف معناه حكومة ضعيفة.

أما ورقة الدكتور محمد الرميحي فقد تناولت موضوع تأثير الربيع العربي على دول مجلس التعاون الخليجي الذي أشار بدوره إلى الحالة الشديدة التاريخية والخطورة التي تمر بها المنطقة الخليجية والحاجة إلى التحليل العلمي البعيد عن المخاطرة، وأشار الرميحي إلى نقطتين يراهما هامتين الاولى وهي ظهور مفهوم القوة الذكية كمنطقة بين القوتين الخشنة والناعمة وهذه القوة تحتاج إلى القدرة الفائقة على المشي في مسالك ودروب السياسة الوعرة وهو مفهوم يحتاج النظر فيه بتمعن أما النقطة الثانية فهي الدراسات الأمريكية التي أكدت بأن الغرب وعلى رأسه أمريكا لم يعد في حاجة إلى نفط الخليج . ومعه تنتفي أهمية الخليج كمنطقة استراتيجية بالنسبة للغرب وأن هناك قناعة لدى بعض الإدارات الغربية أن الخطر الحقيقي من الإرهاب الذي يأتي من الجماعات السنية وليست الجماعات الشيعية.

ويطرح محمد الرميحي تساؤلا يبحث فيه عن موقف الخليج من كل هذا ؟ ثم يجيب أنه من المؤسف أن دول الخليج ليس لها موقفا واحدا في مجموعة الأزمات التي مرت بها المنطقة خلال الثلاثين سنة الماضية، فهي تتعامل مع الأزمات كالذي يشتري ورقة يناصيب وحدث ذلك في أفغانستان ولأنه لم يكن لدى الخليج بوليصة تأمين دفع بعدها ثمنا باهضا والان الحالة تتكرر مع الرببيع العربي كل دولة خليجية أشترت ورقة يناصيب في دولة من دول الربيع العربي.

ويضيف الكاتب الكويتي أن دول الخليج إستجابتها للأزمات إستجابات غير واضحة كمن يضع رأسه في الرمل في عالم معولم لم يعد بالإمكان فعل ذلك، فخوف دول الخليج من إنتقال عدوى الربيع العربي إليها عالجته بردود أفعال تمثلت في الدعم الغذائي ورفع الرواتب وهذا يوضح القصور في التعامل مع المشكلات الحقيقية. واللجوء إلى حالة التجهيل بالقول “إحنا غير وما يسري على غيرنا لا يسري علينا” ولكنه حصل ورأينا ذلك في البحرين وعُمان والمنطقة الشرقية من السعودية.

ويضيف الرميحي أن الربيع العربي مر بمراحل كان أولها وصول الإسلام السياسي بدرجات متفاوتة إلى دول الربيع وهذا الإسلام السياسي لم يكن لديه الخبرة ولا القدرة على الحكم، ففشل فشلا واضحا في كل من مصر وتونس، وطمرت الدول وأخرجت الهويات الصغيرة للعلن، مما أضطر بعض مراكز الدراسات الأمريكية لإخراج خريطة تقسيم العالم العربي الجديدة وتقسيم المقسم فيها. ويركز هذا التقسيم على التصور الفرنسي للمنطقة من أنها فسيفساء إثنية وعلى هذا الأساس يتم التقسيم بعدما كانت السياسة المتبعة مع المنطقة تقوم على التصور البريطاني القائل بأن 70% من سكان المنطقة سنة ولذلك فالتعامل يتم مع الزعماء السنة والأمريكان كانوا يتعاملون مع التصور البريطاني الان التوجه هو العودة إلى التصور الفرنسي القائم على الفسيفساء الإثنية.فالحرب في سوريا يمكن أن تنتج مجموعة من الدول ودول الخليج في ردها على ما يحدث في مصر اصبح فعلا مقاوما بدل من سياسة الإحتواء وهذا يوضح التشظي في السياسة الخارجية للكتلة الخليجية وفي المنظومة العربية ككل، والخليجين الان مطالبين بإنقاذ ما تبقى من الربيع العربي وعلى الجميع أن يعمل على قلع شوكه بنفسه.

ويختم الرميحي بالقول أن نتائج الربيع العربي كانت ثقيلة على الجميع فدول الربيع منهارة اقتصاديا وتحتاج إلى مالايقل عن 160 بليون دولار لإنقاذ اإقتصادياتها . موضوع فلسطين تلاشى من الخارطة السياسية كقضية مركزية، ظهور الرايات السوداء في صحراء العراق وسوريا، وتفجر الهويات الصغرى.

أما الدكتور ظافر العجمي فقد سلطت ورقته الضوء على التقارب الإيراني الأمريكي وأمن الخليج وتناول فيها المحاضر محور المحفزات الامريكية – الإيرانية – الخليجية لهذا التقارب وأجمله في التهديد الإيراني كجزأ من الصراع الحضاري في المنطقة، والتقليل من كلفة تواجد حاملة الطائرات الأمريكية في الخليج وأن الوقت مناسب للحلول الدبلوماسية الاقل كلفة على دافع الضرائب الأمريكي وأن تواجد روحاني في السلطة أعطى أوباما حيزا للمناورة في الشارع الامريكي وسعيه لحصد ما قام به رؤساء أمريكا السابقون ويضيف العجمي إلى أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والتي ضاق بها الشعب الإيراني ذرعا دفع بنظام الملالي لمثل هذا التقارب.

وعن تبعات هذا التقارب يشير المحاضر إلى أهمية إعادة التقييم للسياسة الخارجية الأمريكية والغربية بشكل عام في المنطقة وانتهاج سياسة كيدية لإفشال هذه التغيرات، كما أن هذا الإتفاق سيشمل المصالحة بين إيران وإسرائيل فتصبح المقاومة لحزب الله غير مبررة على الجبهة الصهيونية وستتركز على الجبهة السورية فتصبح القوى الخليجية المشاركة في الأزمة السورية العدو المفترض لحزب الله الذي لن يتوانى عن نقل المعركة للشارع الخليجي.

مضيفا أن هذا التقارب شرعنت به إيران حقها في إستخدام الطموح النووي العسكري لأخذ العالم رهينة وابتزاز الدول الكبيرة مضيفا ان هذه الخسارة من جنيف النووي سيتبعه خسارة في جنيف السوري.

وعن الإجراءات الخليجية الممكنة تجاه هذا التقارب يقول العجمي إن الحديث الدائر حاليا حول مد يد العون للتعاون مع الصهاينة هو تبني خيار التسطيح و الجزئية في معالجة القضية ولذلك فالتوجه لإقامة شراكات كبرى مع روسيا والصين والهند على الصعيدين الأمني والعسكري هو الأكثر إتزانا.

بالإضافة إلى أن هذا التقارب يفرض على دول الخليج إعادة إنتاج مشروعها الأمني بالكامل من خلال التقليل من الإعتماد على دائرة الحلفاء وتجديد شروط علاقات التحالف القائمة حاليا مع واشنطن وتقوية الدوائر الامنية الاخرى كالعربية منها ودائرة الامن الجماعي الخليجي.

العمل على تحويل التقارب والإتفاقات النووية الإيرانية الامريكية إلى “تفاهمات مؤقتة” عبر فرض دول الخليج لنفسها بربط الملفات المطروحة بملفات تعتبرها طهران خطوط حمراء كملف الجزر الإماراتية وقضايا التجسس ودعم التمرد في دول الخليج وسيكون الإستثمار والاقتصاد بين طهران ودول الخليج أداة ضغط والوقت لا زال سانحا للحصول على ضمانات كالتي حصل عليها الكيان الصهيوني والمطالبة بتفكيك مفاعل بوشهر.

ونبه العجمي إلى ظرورة إعادة إصلاح وهيكلة المنظومة الإستخباراتية وفورا فالإتفاقات الإيرانية الغربية كان بالإمكان التدخل والتعامل معها بشكل إستباقي.

ويختم المحاضر ظافر العجمي بالقول أن هذا الإتفاق تم التعامل معه بشيئ من الإرتباك والعجز في الوقت الذي كان من المفترض ان تكون دول الخليج في مزاج أقل تسامحا مع من أطلق العنان للهيمنة الإيرانية في الخليج وذلك بحسب الكاتب مؤشر على عزلة صانع القرار الخليجي عن مراكز الابحاث الخليجية كما أظهر قصور المحيطين بصانع القرار الخليجي في مجال الدراسات الإستشرافية.

أما ناصر بن حمد الخليفة سفير قطر السابق لدولة في الأمم المتحدة فيرى أن هذا الخوف من هذا الإتفاق لامبرر له لانه إتفاق أولي وليس نهائي وبإمكان دول الخليج أن تتدخل في الإتفاقات القادمة إلى جانب أن هذا الإتفاق بحسب السفير منع حربا في المنطقة ومنع إنتشار السلاح النووي كذلك الذي يمكن أن يحدث لو أنفجر بوشهر النووي.

ويشير السفير السابق إلى أن دول الخليج حاليا هي أضعف نقطة في هذه المنطقة مع كل الأموال التي تمتلكها، فأوضاع سوريا ومصر التي ستغيب عن المشهد السياسي العربي وإيران ومشاكل العراق وإسرائيل كل هذه المشاكل تجعل الخليج محاصر، ولكن خلال الستة أشهر القادمة قبل عقد جنيف 2 لابد أن نركز على أن إيران ستصبح بهذا الإتفاق شريك في صناعة القرار حول الأزمة السورية فالغرب قد يوافق على بقاء بشار أو إيجاد نظام متجانس أغلبه من النظام الحالي واستمرار إيران صاحبة القرار في لبنان وسوريا ويوضح السفير ناصر الخليفة على أن إيران حققت هذا الإنجاز لأنها دولة مؤسسات أما دول الخليج فليس لديهم مستاشرين من حولهم بل مجموعة من (الربع) كما يحلو له تسميتها، كما أن صاحب القرار الخليجي لا يتعامل مع المراكز البحثية ولا يمتلك إستراتيجية لمستقبل المنطقة، ولا يوجد في دول الخليج مراكز تدرس ولا خلايا أزمات.

ويجمل السفير مداخلته بالقول أن مجلس التعاون فشل كمنظمة فاعلة على غرار الإتحاد الاوروبي وحتى الإتحاد الإفريقي، ومازالت عقلية الكبار والصغار هي التي تحكم و هي التي تدير الامور، ناهيك عن الخلافات بين دول المجلس التي لم تعد تخف على أحد وحالة التخوف والشك كل طرف من الآخر، والمواطن الخليجي مبعد من صنع القرار والمواقف الخليجية من إيران مواقف ملتبسة، والطبقة الحاكمة في دول الخليج تتصرف كطبقة تجار لا كسياسيين.

الجلسة الثانية

أما الجلسة الثانية فقد تناولت موضوع الأزمة السورية وتأثيرها على دول الخليج وقد تناول الكلمة الدكتور على فخرو الذي تطرق إلى فكرة بقاء دول الخليج عبر المرحلة الماضية كأداة في يد الأخرين بصورة دائمة إلى جانب السذاجية والسطحية في التعامل مع الكثير من القضايا، ففي الوطن العربي بحسب المحاضر لاتوجد دولة بل سلطات هي التي تمثل الدولة والدولة هذه بدون مجتمع فاعل وهذا ما يزيد من ضعف الدولة.

ثم يذهب فخرو إلى تفصيلات تداعيات الوضع السوري على دول الخليج حيث يرى أنه لايمكن فصل الموضوع السوري عن الوضع الإيراني والعراقي أو الأمريكي بل هي أكثر المواضيع تشابكا، فالموضوع السوري بالذات مدخل لمعرفة كيف يفكر هذا المجلس والأخطاء التي أرتكبها. فخطيئة دول مجلس التعاون في الموضوع السوري تمثلت في العلاقات الحميمة والشخصية لبعض قادة الخليج مع النظام السوري وهم يعرفون أنه نظام ديكتاتوري، وبقدرة قادر يأتي الربيع العربي ليبرز التناقض لدى هذه الدول التي تدافع عن الحرية والديمقراطية في دول الربيع وهي لاتمتلك ديمقراطية داخلية ومع ذلك تبقى هذه الوقفة مشرفة لدول الخليج وفي الوقت الذي كانت فيه دول خليجية تخشى وصول هذه الموجة إليها وقد حصل ووصلت هذه الموجة إلى كل من البحرين ومسقط والكويت والمنطقة الشرقية من السعودية هذا الشيئ خلق عدم توازن في الفكر السياسي الخليجي أريد من دول الخليج أن تكون أدوات من قبل قوى خارجية في التعامل مع هذا الربيع.

ويوضح الكاتب كيف أن دول الخليج رمت بثقلها في الأزمة السورية وتدخلت في أدق التفاصيل ويتجلى ذلك بإتيانها بالجهاديين من كل أنحاء العالم وسهلت دخولهم إلى سوريا دون أن تنتبه لخطورة ذلك، مع عدم نكران تعاملها مع الجبهة الديمقراطية المعتدلة لكن أن تذهب في تطورها وجنونها وهي التي أكتوت بنار القوى الجهادية في السعودية لترتكب نفس الحماقة التي أرتكبتها في أفغانستان عندما خرج المارد عن يدها. فهذا الجانب كان الخطيئة الكبرى في تعاملها مع الأزمة السورية.

ويضيف الدكتورعلي فخرو أن دول مجلس التعاون داخل الجامعة العربية كانت صاحبة الصوت الأعلى وأوجدت سابقة داخل الجامعة العربية حيث خرقت ميثاق الجامعة بإخراج دولة عضو من الجامعة. ثم تدخلت في فرض قيادات موالية لها في المعارضة فقطر لديها حليف والسعودية لديها حليف، وعملية تأييد التدخل العسكري الغربي كانت أكثر حماسة، والتدخل في ليبيا بشكل مفجع وبعد هذه التجربة السلبية في ليبيا تأتي دول الخليج مرة ثانية لتكرر التجربة في سوريا ولكن السؤال الملح هل كان الهدف الحقيقي من هذا التدخل هو مساعدة الشعب السوري ؟.

ويشير الدكتور فخرو إلى أنه من البداية كانت القضية السورية قد ربطت بالقضية الشيعية السنية وعملية إضعاف إيران وليس مهما أن يتدمر الوطن السوري، وهم هنا لا يعدون أن يكونوا أداة في يد الغرب، ولم يكن أبدا الهاجس الخليجي إقامة نظام ديمقراطي في سوريا لأن فاقد الشيئ لا يعطيه.

ويؤكد فخرو أن كل المصالح ستؤخذ بعين الإعتبار في حل الأزمة السورية إلا المصلحة الخليجية فمصلحة إيران أن النظام القادم لن يكون معاديا لها ومصلحة روسيا أن تبقى متواجدة ومؤثرة في سوريا ويبقى أسطولها في السواحل السورية ومصلحة تركيا في حل القضية التركية، فالمحور السور الإيراني حزب الله العراقي لن يمس في أساسه وستؤخذ مصلحة إسرائيل بحيث تأتي حكومة ليست مقاومة وتسكت على الجولان وانتهى الكيماوي، فهل تحقق الهدف الخليجي بالقضاء على التواجد الشيعي في سوريا والمنطقة هذا غير ممكن وللأسف الشديد ستخسر دول الخليج في جنيف 2 مثل جنيف 1.

ويطرح المحاضر تساؤلات حول نتائح الأزمة السورية إذ يرى أنه لن تتغير التوازنات السنية الشيعية وإيران الجديدة بعد الإتفاق ستكون قادرة على الحركة السياسية وحزب الله سيكون أقوى في داخل لبنان والقوى الشيعية داخل الخليج لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها، وأن رغبة دول الخليج في إحداث توازن سني شيعي لن يحدث بل أضيف إليه إضعاف الموقف السني عندما تدخلت الإمارات في إسقاط الإخوان وأضافوا صراعا مع جزأ من السنة وهو شيئ محير (بل غباء سياسي) لأن صانع القرار الخليجي لم يفكر في الصورة وهي متكاملة سياسيا وكان باستطاعة دول الخليج أن تراجع الوضع في مصر وتراقبه دون أن تتدخل فيه أو تقحم نفسها فيه بشكل غير منطقي، فالناس الأخرون يمارسون سياسة المراقبة عن بعد ودول الخليج تهب للتدخل في العمق.

ويعود الدكتور علي فخرو للحديث عن مصير الجهاديين الذين يتجاوز عددهم المائة ألف، فيرى أنهم وبعد أن ينفض غبار المعركة سيتوزعون على دول الخليج واليمن والعراق والأردن وسيرتد ذلك الدعم الذي قدمه الخليج للجهاديين عليهم. ناهيك على أن كف الشعوب عن المطالبة بحقها أمر مستحيل ومخطئ من يعتقد عكس ذلك.

ويختم فخرو مداخلته بالتساؤل عن نوع التعاون أو التحالف الذي سينشأ بين دول الخليج وإسرائيل ويطرح فكرة التحاور مع إيران لأنها تشكل نصف الخليج سكانا ولابد من التعامل معها والعمل على تفعيل نظام عربي إقليمي وليس إضعافه والاقتصاد يمكن أن يصحح أخطاء الماضي.

الدكتور محمد المسفر يبدأ من حيث توقف فخرو رافضا فكرة التحاور مع إيران لأن الحوار برأيه في هذا الظرف يراه عبثي فإيران تدرك أن دول الخليج في أضعف أوقاتها وحالاتها ومراحلها السياسية والحوار سيكون جريمة كبرى ويطرح بدلا عن ذلك خلال الأشهر المقبلة عملية تصفية القلوب بين قادة دول مجلس التعاون دون ترفع ومكابرة وأن تتم عملية وحدة الصف ومشاركة الشعوب في صنع القرار لأنه لا مفر من ذلك وأكثر ما يخيف المسفر هو إنفراط العقد لأن الخلافات بين دول مجلس التعاون بلغت ذروتها.

ويؤكد الدكتور المسفر من جهته على خطأ دول الخليج في التعامل مع الأزمتين السورية والمصرية وأن مجلس التعاون بشكله الحالي منهار لأنه لم يقدم شيئا طيلة المرحلة الماضية والأمانة العامة للمجلس مقصرة حد الجريمة وعجزت عن تقديم رؤى إستشرافية صريحة للحكام رؤى كان بإمكانها إنقاض المنطقة، فقد كاد مجلس التعاون أن ينهار في موضوع اليمن وفشل في التفاعل مع الساحة الخليجية

فشل في العراق وتآمر على تدمير العراق والأن تتكرر التجربة في سوريا ومصر، ومؤتمر جنيف لن يسمع فيه صوت الخليج وإيران ستكون المسيطرة في الساحة بعد أن خفضت مستوى التشنج مع الغرب وجنيف ستكون الضربة القاضية لدول الخليج. وتكون دول الخليج خسرت أموالها ولم تجن شيئا وهي حاليا لا تمتلك لا سياسة اقتصادية ولا دفاعية والقادة منشغلون بخلافاتهم الشخصية الجانبية والدول الخارجية تتربص بهم وإيران تزداد نفوذا في المنطقة بعد أن فرض السلاح النووي تفاوض الغرب معها

الكاتب فايد العليوي تطرق للرقابة على الإعلام في الخليج حيث أوضح أن الأنظمة الخليجية تتعامل مع الخليج وفق رؤية الإستقطاب والإحتواء وليس التصادم وهي تخوض معركة على إبقاء السيطرة على الرأي العام وعدم خروجه من بيت الطاعة وتمنع تمتعه بالإستقلالية، ولذلك فهي تعمل على التركيز على إحتواء وسائل الإعلام الجديدة والسيطرة على المعلومة وذلك من خلال دمج الشباب في نشاطات ومؤتمرات ومحاولة إيجاد جسور للعلاقات الوثيقة مع هؤلاء الشباب الناشطين ومحاولة تسطيح مضمون وسائل التواصل الإجتماعي بما تضخه من كم من المعلومات الخاصة بقضايا غير ذات أهمية وتوظيف جيش إلكتروني لهذا الغرض ولكن فايد يرى أن هذا لن يستمر طويلا، وقد ختم مشاركته بإشارته للاقتباس “تستطيع أن تراقب بعض الناس كل الوقت، وتستطيع أن تراقب كل الناس بعض الوقت، لكن لا تستطيع أن تراقب كل الناس كل الوقت”.

فيديو الجلسة الأولى

فيديو الجلسة الثانية

[gallery ids="1267,1268,1269,1270,1271"]