الحركة الإسلامية المستقبلية: عناصر في الرؤية والمنهج

الحركة الإسلامية المستقبلية: عناصر في الرؤية والمنهج

مقدمة

بصمت الحركة الإسلامية بقوة تاريخ العالم العربي خلال المائة عام الماضية، وأثرت بشكل ملموس في أحداثه وبنياته المختلفة: السياسية والاجتماعية والثقافية. وبغض النظر عن تقييمنا لطبيعة الحضور التاريخي للحركة الإسلامية في الحقبة السابقة وحكمنا عليه، فإن الواقع اليوم وتطورات الساحة العربية على أكثر من مستوى تدل دلالة قاطعة على أن الكثير من الفرضيات الإصلاحية التي قادت الفكر والممارسة الإسلاميتين في الماضي تحتاج إلى مراجعة وتدقيق بما يناسب حجم التحول التاريخي الذي تمر به المنطقة العربية والإنسانية جمعاء، وبما يحفظ –أيضا- الرسالة الإصلاحية للحركة الإسلامية المعاصرة، ودورها التاريخي. وبدون هذه المراجعة ستواجه الحركة الإسلامية مصير سابقاتها من الحركات الإصلاحية وستنقرض في هامش مظلم دون أن ينتبه لها أحد. وليس معنى الانقراض هنا التلاشي النهائي والاختفاء التام من المشهد، بل قد تستمر بعض أسمائها لكن دون مسمى، أي دون تأثير حقيقي في حركة التاريخ ووجهته.

إن هذه المراجعة التي ندعو إليها، ونقدم خطاطتها الرئيسة في هذه الورقة، ليست انفعالاً ظرفياً تسببت فيه بعض الاضطرابات في العالم العربي؛ وليست إملاء أو تجاوباً مع دعوات «خارجية» تطالب الحركة الإسلامية بتغيير جلدها، والخضوع والاستسلام للواقع…، إنها في الأصل خلاصة استراقِ سمع، وإنصات إلى حركة التاريخ في العالم العربي، الذي يغذي خيالنا، استخدمنا فيها خبرة المؤرخ وملكاته، ومعرفتنا العميقة بتجربة الحركة الإسلامية.

إن هذه الورقة/المراجعة التي نقترحها على الحركة الإسلامية، سنقسمها إلى أربعة محاور رئيسة، تترابط فيما بينها ارتباط الأدلة بعضها ببعض، وهي على التوالي: الفرضيات الإصلاحية للحركة الإسلامية المعاصرة؛ الفرضيات الإصلاحية في ضوء تحققها التاريخي؛ مآزق الحركة الإسلامية؛ والحركة الإسلامية المستقبلية.

لتحميل الدراسة كاملة

اضغط هنا للتحميل

امحمد جبرون
امحمد جبرون
باحث وأكاديمي مغربي، يعنى بالتاريخ والفكر السياسي الإسلامي.