ليس مبالغة القول ان الديمقراطية اصبحت مطلبا شعبيا في سوريا تخطى كل التوقعات، واجتاز كل الشرائح الاجتماعية، والطوائف، وقد عزز هذا المطلب حالة القمع التي يمارسها النظام السوري، البالغة الفظاعة والوحشية، وكذلك تصميم قطاعات كبيرة من الشعب على اعتبار الديمقراطية خشبة خلاص لما تعيشه سوريا من مخاض ومخاطر. هذه الديمقراطية بقدر ما هي مطلوبة تواجه، بالوقت ذاته، مشكلة تعريف، ومشاكل اخرى في مجالات التطبيق الداخلي، والارتباطات بالمصالح والقوى الخارجية. هذه الورقة، التي ستطور لاحقا، تحاول، بقدر ما امكن، سبر مفهوم الديمقراطية في الواقع السوري، والقاء الضوء على المشكلات الداخلية الناجمة عنه، وعلاقة ذلك بالعامل الخارجي، والتوصل، حسبما تيسر، الى صياغة بعض التوصيات التي قد تفيد العمل الديمقراطي وتعززه في الحياة السياسية السورية.
